الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خشية من تسرّب دواعش من ليبيا: دعـوة ملحّة إلـى الاستـنـفـار واليقــظــة

نشر في  22 جوان 2016  (10:50)

عرفت في الأيام القليلة الماضية معتمدية بن قردان استنفارا أمنيا بعد ورود معلومات تفيد بإمكانية وقوع عمل إرهابي قد يستهدف المقرات الأمنية والثكنة العسكرية.
ووفق معطيات تحصلت عليها مراسلتنا نعيمة خليصة، فإنّ هذه التحركات الأمنية جاءت اثر إعلام امرأة للوحدات الأمنية بتطاوين بوجود تحركات مشبوهة لنحو 20 شخصا شاهدتهم بجهة الصمار من ولاية تطاوين على مستوى الطريق المؤدية إلى بن قردان، مؤكدة أنها لم تتمكن من معرفة إن كانت هذه العناصر مسلحة أم لا وفق ما جاء على لسانها في الأبحاث.
هذا وأكدت مراسلتنا وفق ذات المصادر أن الوضع تحت السيطرة وأن الأمنيين كما العسكريين في جاهزية تامة للتدخل عند اللزوم.
في المقابل تأتي هذه التحركات الأمنية والعسكرية المذكورة تزامنا مع الحديث عن تهديدات إرهابية قادمة من ليبيا وأنباء متضاربة عن تدمير معاقل للدواعش في ليبيا وإمكانية تسلل بعض الإرهابيين منها إلى تونس.

أخبار الجمهورية ارتأت في هذا السياق الاتصال بالمختص في الشأن في الليبي رافع الطبيب لمعرفة تقييمه لمدى تأثير الوضع الحالي في ليبيا وانعكاساته على تونس،  خاصة أنّه حذّر في المدّة الأخيرة من تمركز جماعات متطرفة موالية لتنظيم داعش في منطقة «الحمادة الحمراء» الصحراوية المحاذية للحدود الليبية التونسية.
كما رصدت أخبار الجمهورية موقف العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر بخصوص هذا الشأن فكان التالي...
في البداية نفى الخبير رافع طبيب صحّة بعض المعطيات التي تفيد بتدمير معاقل تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا قائلا إنها مجرّد إشاعات لا تمت للواقع بأيّ صلة، مشدّدا على أنّ الحديث عن حرب حقيقية في سرت يعدّ أكبر أكذوبة الهدف من نشرها هو الالتفاف على الصراع الحقيقي في ليبيا.
وأكّد الطبيب انّ بعض القوى التي تروّج باطلا أنها تصارع داعش وتسعى إلى إبادتها هي في الحقيقة تعمد إلى مجرد نقل المعركة زمنيا ومكانيا عبر القيام بفتح ممرات آمنة لهذا التنظيم في المناطق التي يريدها في إطار صفقة محبكة النسج بينهما، مشيرا إلى انّ مختزل توصيف ما يحدث في ليبيا هو الصراع ضد القوى الوطنية المدنية بها من قبل العملاء الغربيين.

الطبيب يحذّر وينبّه

وبخصوص تحذيره من تمركز جماعات متطرفة موالية لتنظيم داعش في منطقة الحمادة الحمراء الصحراوية المحاذية للحدود الليبية التونسية، أكّد محدّثنا أن هذه المنطقة تعتبر من بين المناطق الرخوة والهشة التي يحاول الدواعش الهجوم عليها لوضع علمهم الأسود فيها قصد توجيه النظر إليهم وإثارة نوع من البروباغندا التي يجيدون لعبها على اعتبار انه تنظيم هش لا يقدر على المواجهة وفق تعبيره.
وحول أهم الإجراءات التي يجب على الدولة التونسية اتخاذها للتوقي من أي خطر داهم من ليبيا، شدّد الطبيب خلال مداخلته معنا على ضرورة حماية حدودنا من الجانبين التونسي والليبي لتأمينها كليا، وذلك عن طريق البحث عن حلفاء حقيقيين بليبيا من بين القوى المدنية والعسكرية الفاعلة على الميدان خاصة وانه لا يوجد بها دولة بل فقط ولا يمكن أن نراهن بالقول انّ ليبيا ستوجد بها دولة في المستقبل على حد تعبيره.

بن نصر: التهديدات مازالت قائمة..

من جانبه أكد العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر أن التهديدات الإرهابية في تونس لم تنته وتبقى دائما قائمة، ولكن اليقظة الأمنية والعسكرية المسجلة مؤخرا جعلت العناصر الإرهابية سواء الموجودة داخل المدن أو في الجبال غير قادرة على الحركة وهو ما ساهم في التصدي لمخططاتهم التي لربما كانوا يجهزون لتنفيذها خلال الفترة الأخيرة، وفق تقديره.
في المقابل، شدد بن نصر على أن الوضع الأمني في بلادنا مستقر في الوقت الحالي وتحت السيطرة، لافتا إلى أن الوحدة السياسية هي المطلوبة في هذه المرحلة.
وعن تقييمه لمدى تأثير الوضع في ليبيا خاصة بعد تدمير عدة معاقل لتنظيم «داعش» الارهابي هناك وما يروج من أنباء عن إمكانية تسلل بعض الإرهابيين منها إلى تونس، توقع رئيس مركز دراسات الأمن الشامل مختار بن نصر في تصريح اعلامي أن تساهم الجهود المبذولة من قبل السلطات الليبية مدعومة بأطراف دولية في تقليص نفوذ الجماعات الارهابية في سرت واجدابيا وبنغازي وغيرها من المناطق، ربما، في فرار بعض العناصر الارهابية نحو التراب التونسي.
وأوضح بن نصر، في هذا السياق، أن المخرج الوحيد للتوقي من خطر تسلل هذه الجماعات هو اليقظة سواء من طرف الوحدات الامنية والعسكرية المنتشرة على المناطق الحدودية أو من قبل المواطنين باعتبارها أثبتت نجاعة في مرات سابقة وحالت دون القيام بعمليات «خطيرة»، مشيرا إلى أن تدعيم الجيش مؤخرا بوسائل رصد ومعدات وتجهيزات حديثة سيزيد بالضرورة من سرعة التفطن لمحاولات التسلل والتهريب وغيرها من الأخطار على الحدود.

منارة تليجاني